وجهات نظر

خاطر عبادة يكتب: الجرح العربى

خاطر عبادة
خاطر عبادة

الجرح الكبير الذى سببه وحشية الاعتداء الصهيوني على سكان غزة لم يفرز فقط حالة من الحزن و التأثر والوحدة والتضامن العربى الإسلامي من جديد بل أثار فى أنفسهم الرغبة فى الفداء والتضحية من أجل الأقصى وضرورة وضع نهاية لذلك التهديد الوحشى و الكيان الوحشى البغيض المتجرد من كل إنسانية- لنرى بأعيننا جنون الكراهية الصهيونية ضد كل ما هو مسلم.. فلا كلمات تكفى لوصف هول جرائم الإبادة العرقية فى سجلات التاريخ؛ ولا كلمات عزاء ومواسية يمكنها تخفيف حجم المأساة سوى بصدق النية والرباط.

ماذا لو صدقنا النية مع الله بأن يستعد كل واحد منا للموت فداء لبلاده والوطن الأكبر-العروبة ونصرة الأقصى؛ وقتها يكون قد اقترب الفتح ولأرسل الله جنوده فى صباح يوم قريب ؛ فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده.. لكن لابد أولا من الأخذ بالأسباب وأولها العلم بأن الجهاد فرض والتضحية ثمن واختبار لكل مسلم، وأن حالة السلام ليست مفروضة دائما ومقدمة على طبق من فضة بالنسبة لجيلنا الحالى بل هى مرهونة بالقوة؛ وكلما ازداد الضعف العربى زادت اطماع الاستعمار وتوحد ضدنا، ووحشية الصهيونية فرضت علينا واقعا غير مقبول والتلويح بمستقبل مليء بالتحديات والشقاء لكل الناس.. مع الأخذ فى الاعتبار تلك التحذيرات من أن إشعال هذه الحرب قد يراد بها أن تتسع لمناطق مجاورة وتصبح حربا إقليمية مع إرسال أمريكا أساطيل حربية لإسرائيل.

ونية التصعيد الوحشى كانت مبيتة من قبل الاحتلال وتوسيع نطاق و أمد الحرب وإصرارهم على تصفية القضية الفلسطينية وزيادة وتيرة الاستيطان و التهجير القسرى للفلسطينيين من القدس والضفة طيلة الأشهر الماضية.. والآن يطالبون باخلاء غزة لتنفيذ أكبر خطة متطرفة مستغلين حالة الضعف العربى خصوصا بعد ٢٠١١.

جيلنا الحالى لم يكن يتوقع الذهاب سريعا إلى هذا الزمان من التردى والضعف والقهر وتوحش الاستعمار وعلو شأن بنى صهيون .. وأى فساد أكبر من ذلك القتل البشع وسفك الدماء لأطفال ملائكة أبرياء على يد قتلة الأنبياء.. واحراقهم بالقنابل بكل وحشية وبشاعة وتجرد من كل معانى الإنسانية والقيم والأخلاق.

الجرح العربى كبير والمصاب جلل لكن لابد أن نتعلم من هذا الدرس القاسى وأن نستغل تلك الحالة من التضامن

لكى نفيق وليس العودة للغفلة بمجرد أن يبرد الجرح ويتغير ترند أبرز الأخبار من مواقع التواصل.

فساد بنى صهيون زاد وتجبر، وأى فساد أكبر من القتل حرقا بالقنابل الفتاكة والتمزيق بابشع الطرق بل ملأوا الأرض فسادا وانحرافا وتشويها للثقافات.. بل أصبح ذلك علامة متردية و آفة ووصمة لهذا العصر ليكون ذلك شاهدا على فسادهم ثم يأذن الله بوضع نهاية لجرمهم.. ألا إن نصر الله قريب

نيسان 2
الجرح العربى خاطر عبادة